top of page

شجرتي


حسين وشيح الساعدي الحالم\ العراق

شجرتي

بالرغم من اننا في في اواخر تشرين اﻻول إﻻ إن الطقس بدا وكاننا في منتصف تموز.....الشجيرات صامتة ﻻتحرك ساكنا والسماء ﻻيلوح فيها طيرا رغم انه وقت الغروب موعد إيابها الى اعشاشها بعد تلك الرحلة الطويلة التي بدأت منذ تسلل الضوء اﻻول باحثة عن مايسد رمقها وتخزين الباقي في حواصلها ﻻطعام صغار ذوات زغب بانتظارها بلهفة ولوعة ....كل مرة وفي مثل هذا الوقت تسمع تغريدا ساكنا للعصافير وقد لجأت الى شجرة السدر التعبة وكانها تنشد لوداع النهار واستقبال الليل الطويل ...كنت اسميها شجرة السدر العجوز إﻻ انها احتجت وعاتبتني بانكساركبير ... نعم لقد خدشت عواطفها وكرامتها انا الذي يقال له انسان جرحتها وماكان لي ان افعل ذلك.....مازلت اذكر هذا الذي حدث...... مرارا وتكرارا .....وقد ترون ان مااقوله هو الجنون بعينه ....ﻻ فانا اعتبرها افضل صديق لي على وجه البسيطة .....بصراحة القليل منكم يعرف لغة اﻻشجار ومشاعرها وانا من هذا القليل ......تارة اعتبرها أمي وقد تفوق أمي بحنانها وحبها لي فأمي البشرية قد رحلت منذ أمد بعيد أما هي فاني أراها كل يوم جاثمة كتمثال ابو الهول .....شامخة ذات هيبة منقطعة النظير....وتارة احس بها ابنتي ترمقني بحنان وتبتسم لي تلك اﻻبتسامة التي فقدتها من ابنتي الحقيقية....بالخﻻصة كانت تعني لي كل شيء ...كنت اسمع همسها و بكاءها تكتب لي الشعر وتغني مثلما العذارى خجلة ﻻتكاد ترفع رموشها ....عند المطر كنت اجلس قبالتها ...اراها تشرب المطر وترتوي منه واوراقها الكثيفة تعزف لحنا حزينا ...يجعل دموعي تهطل كما المطر.... ...احبك حبيبتي الشجرة ......

يوميات وهرطقات مجنون

اخر المنشورات
 
bottom of page