top of page

رهيفُ حزنِك/هالا شعار


هالا شعار // سوريا

رهيفُ حزنِك -

___________

أمهلني قليلاً ..

حتى ما يغشاني حزنُكَ

افعل غيرَ ما أنت

حرفي تربَّعَ

ينسكبُ النَّسغُ حريقاً في أحزمةِ وَردِك

ليسَ الوراءُ وراءً

ولا الأمامُ أماماً

فقد كنتُ أعرفُني

أنا الشَّاهقةُ

باتت تستعمرُ التأتأةُ فمي

حلقي محشوٌ ضباباً

وكويكبٌ ثَمِلٌ ينوس

بينَ شرياني وبيني

روحي النَّخلةُ ظمأى

لا ماءَ .. ولا ظلُّك

يترافعُ الأملُ المُزَجَّى

يميدُ من تحتِ قاصفِ رعدِك

بلدي يا وعدَ النُّشورِ

ما انفكَّ يغشاني رهيفُ حزنِك

*** دمعٌ حريرٌ

شرانقهُ بعثُك أثناءَ صمتِكَ

تُشهِرُ عراءَها الأشجارُ

ضارعةً استسقاءَ شَهدِكَ

البردُ مخاضٌ للغيمِ الثَّقيل

هطلٌ حريرٌ كانَ كَفَناً .. صارَ أشرعة

سافرَ عبرَهُ البرتقال

فتشابهَ الحزنُ عليَّ

أأغصُّ على جلدِيَ المُدمَّى

أم على وَثَنٍ في كرنفالِ الأقنعة !؟

*** ليتَ

السَّوادَ سوادٌ

فالبنفسجُ يُورِثُ الأرضَ

اشتعالَ الاخضرار

يرتقُ حوافَ جرحٍ مزمنٍ

كادَ يفزِعُ الخرنوبةَ

من كلِّ النَّارنج

كادَ يمدِّدُ جاذبيةَ التَّفتُّت

حتى عصرِ البِذار

ليسَ السَّوادُ سواداً

البنفسجُ كُحلُ الأرضِ

يتطاولُ ياسميناً

ليلغي تضادَّ الرَّائحة

فيعبرُ النَّسيمُ حرَّاً

إلا من بذورِ الصَّفصاف

في ربيعٍ غامضٍ

فراشاتُهُ واضحة

***

قد أخلعُ أمامَ الجوعِ جلدي

قد أهجرُ الفلاحةَ الأولى

وأعودُ لثقبِ الأرضِ نملةً

قد أصلّي

لأجلِ حدٍّ أدنى من الرِّياح

وقد أخلطُ طولَ الصَّبرِ بوَهنِ العَرضِ

وقد أنحتُ الصَّخرَ

بريشةِ سنونوةٍ تتقنُ فنَّ الرَّحيلِ

كي تجدَ عندَ عودَتِها

كهفاً لصدى صياحِها

وظلَّاً لتستريح

***

ما زلتُ بحاجةٍ لصمتي

صمتي كلِّه

لأدفعَ عن نفسيَ الخطايا

أنا .. من أنا !؟

لستُ سوى هُنَيهاتِ فرارٍ

من ماءٍ وترابٍ من عناصرِ الغربةِ

على سطحِ الكوكبِ المتعب

ومن إوارِ النَّار

لا ترجئوا الشَّمسَ

فقد آنَ أواني

لأبدأ العدوَ المقدَّس

أزيلوا متاريسَ السُّخونةِ

والعوائقَ المستحيلة

لأستأنفَ الرِّحلةَ

من شيخوختي الزَّائفة

إلى أصلِ الطُّفولةِ

*********

Комментарии


اخر المنشورات
 
bottom of page