top of page

الشّعر الروائي/حسن بنعبد الله


حسن بنعبد الله \ تونس

الشّعر الروائي

السؤال المطروح ــ

هل فطرة الرواية هي الأكثر حميمية من الشعر، أم أن الروائي

يمتلك من الوعي والمعرفة ما يجعل روايته طيّعة على الإدراك فيما الشعر صَنْعَة لم يصل الشاعر إلى معرفتها ، فظل رهين الخيال والتجارب الموءودة ، عدا عن اقتتال الشعراء فيما بينهم على شكل القصيدة ... وتاريخ الكيد بين الشعراء لم يخدم القصيدة.... ــ في واضح السؤال: لدينا ما لا يحصى من الشعراء ولكن الشعر يظل قليلا ، عديما... دور النشر تصد الأبواب دونه ، فيما هي مشرّعة للرواية في عالمنا العربي عموما ... لكن الحيرة الواقفة على ارض صلبة : هي أن الشاعر يظل اكثر نجومية والتماعا في الحياة الثقافية... وكثير من الشعراء اليوم يكتبون الرواية ، وقليل من الرواة اليوم يكتبون القصيدة ، لكنهم بدراية يمررون لغة الشعر في قلب الرواية ... وما من نقصان في عناصرها حيث تمضي إلى مقاصدها ولكن بنكهة الشعر... إنهم لا يقيمون حدودا بين الرواية والشعر ... إنها جرأة إبداعية ـ أردت من خلالها أنا اليوم أن أعكس .. وأكتب الرواية ـ بالشعر وأسمّيه ـ الشعر الروائي وقد سبق أن جرّبت وكتبت نصّا وحيدا يحمل عنوان ـ طريق الغبار أصدرته في ديوان بمناسبة تأبين الصديق القاصّ إبراهيم بنسلطان في دار الثقافة يوسف بنحمّد بوزيان بالرّديف دون الخشية من اتهام نصوصي بالنثرية... لأنّ الشعري هو الأساس وهو المتواتر والمتناثر عبر الجمل والسطور ، متوخيا هندسة بناء جديدة تضع النّص في وسط الورقة ـ وليس على يمينها ـ في أغلب كتبي الجديدة وأيضا طبّقت هذا البناء على الكتب التي وصلتني للنّشر لدى مؤسسة هديل للنّشر ـ منها كتاب : حكايات الدواميس القديمة لأخي عبدالمجيد بنعبدالله .. وكتاب : ولي في هذا الوطن نصيب للأخت حبيبة دخيل ـ ينحدر الكلام انسيابيا وأقتنص بعض الكلمات ـ المفاتيح ـ والتي أجد فيها ملهما لمن يقرأ أن يتوقّف عندها .. ــ وأنا أرى أنّ مشكلة القصيدة أنها تتأرجح كثيرا على أيدي الشعراء الواثقين ــ وغيرهم من الوافدين من هنا وهناك خصوصا عبر ـ الفيسبوك ـ وما نجده بين الصفحات مودعا للقراءة على أساس أنّه من الشعر ـ والشعر منه براء ... فتدوخ القصيدة وتسقط ... لنشهد اليوم النتائج ـ بانتصار الرواية على القصيدة ؟ وقد كانت القصيدة في التاريخ الإبداعي صاحبة سطوة وحظوة خاصة أثناء الحروب والثورات حيث تدلّت منها عبرة وحكم كان لهما التأثير في تقدم حياة الشعوب وبالتالي نقلتا الشعراء إلى دنيا الخلود؟ والخلل في اعتقادي ليس في القصيدة..بل هو كامن في الشعراء أنفسهم ، هؤلاء الذين فقدوا وظيفتهم وعضويتهم من كيان الشعر... ــ وخلاصة القول : إن البشرية تبحث عن نفسها في الرواية بعدما تاهت في القصيدة ... وفي الرواية من الشعر ما يحقق الإشباع بالإبداع ... وبالتّالي آن الأوان لاقتحام الرواية بالشعر وهذا ما أضمرته في هذا الكتاب الذي يحمل عنوان ــ كأنّي أنا ـ أروي فيه بالشعر تفاصيل كثيرة في حياتي وفي معاملاتي وفي معاناتي وإحباطاتي وأيضا هموم الكتابة والخيبات النفسية قبل الثورة وبعدها ــ حسن بنعبدالله صفاقس في : 14 جانفي 2016 الفصل الخامس ــ من النّص الروائي بعنوان ـ كأنّي أنا كأنّي أنا ...وفق ما وصف النّاس بين القراءة .. والكبت جمعي .. وطرحي ونافذة من خلالها أبدي احترازي تعلّمت / أنظـر... أفعم ... أفحم أفهم قطع الطريق على المبطلين وأدفنهم في الملامح أفتح منّي عليهم سراب الوصول لأنّي مع الريّح أذري التراب مع الملح أكوي وأشوي إذا ما احتميت إلى الجمر منهم حسبت الجموع غفيرة .. تنفع وقت اللجوء وجدت الرجوع إلى حيّز في وجودي مع الصمت أنفع ... ربّيت حالي على هكذا منزلة تعلّمت من خوضهم في الخواء وما قيل في الله .. والآي ... والرسل المنزلة وما حيك ضدّ الولاء المكين ووهج اليقين وما قيل في الكتب المهملة فأهملتهم .. سوف أمشي ..... يقول لي الظلّ قبل الوصول إلى الغرف المقفلة تجد ثوب جنّية ... والوسادة سروال جنّيها بعد ليل .. حجاب .. خلوط .. مكامن حذوي ... طقوس .. أجاري ... أملاح شبق .. حماقة ذكرى ... ذكورة .. تغنيك ... خنّار ما عشقوا ... ليلهم ... ..... تجرّد قبيل الدخول إلى الغرفة الثانية حوار.. حمار ... حماة البلاد حماة الدّيار .. دمار على طول منهجهم ــ في القرار ... وأنت الوحيد الشفيف / النّظيف وأنت الوحيد المخيف لديهم وقد يهزموك ... وقد هزموك .... تجرّد ـ قبيل الحضور لديهم فقد يلزموك .. فلا يتركوك تشنّ القراءة فيهم وقد جرّبوك ... فأخبرتهم شمّتوا فيك عدوى السّماع وسمّوك ـ خارج عصبتهم بالتّعصّب تبيّن ترابك ـــ قبل الوثوق بأسبابهم ولا تكتفي بالحشود معك ففي كلّ فوضى تماس وتجريب حكّ المحك فيوما تكون الولاية منهم ويوما تكون الوصاية لك أمامك قنطرة والوثوق بها ربّما ينسفوك وخير الوثوق إذا ارتبت .. شكّ وليس مع الله شكّ توكّل .. ولا ترتبك إذا اخترت / وحدك تمشي فإنّي كما كنت دوما معك ..... كأنّي أنا .. بين رؤية وجهي هنا والأمام تردّد فيّ الصدى قلت : أقرأ نصّا قديما تسلّق أعلى كلامي بالدّارجة وأهديته لليتامى .. وللساهرين معي .. والندامي وأتباع جهدي ... وطيّ الخرائط بعدي وعشّاق أسئلتي ... إهـــــــــداء .... للشّمس لمّا تفوح وتشمّ ريحة رحلتي في الجمر ـ للظلم في صفحات أهل الذّكر -:ـ للقهر : لمّا نقول ـ ثمّة ربّ ـ يعلم حرص نفسي فيّ ويشدّني للصّبر ـ للدّهر ـ ماضي وحاضر ـ للنّاس في واقعهم ـ للشّمس لمّا يحيط بيّ اللّيل ونحسّها برجوعها مع الفجر ........

Comentarios


اخر المنشورات
 
bottom of page