top of page

الاختزال الشعري...في واحة الخواطر/عدي العبادي


عدي العبادي / العراق

الاختزال الشعري...في واحة الخواطر

في تاريخ الشعر العربي الطويل وعلى اختلاف ألوانه وتطور كل حركاته هناك قاعدة شبه أساسية ظلت محافظة على شبابها، رغم كل التطورات المذهلة التي حدثت للشعر وهي خصوصية حجم النص ولم يخرج أي قانون يحدد للشاعر طول او قصر قصيدته، فنجد نصا طويلا جدا يعبر عن حالة بسيطة ونجد نصا قصيرا لكن يختزل الكثير من الصور هذا ما نلاحظه في قصيدة (وَاحَةُ الخَواطِر) للشاعر المغربي استيفات الوالي بن محمد،‏ وقد جمع اكبر عدد ممكن من الصور في نصه يقول استيفات:

بائِعُ الحُزن يُضَايِقُني وَأنا كَفيفٌ أبْصَرتُ على رَصيفِ الحَاضِر كَم كانت تلك السّنواتُ مَاتت الرُّوحُ لِتَحْيا من جَديدٍ الشعر كلام مركز يمكن تحليله وخلق مواضيع عدة منه، ونلاحظ ان استيفات خلق لنا صورا كثير في أبياته هذه كي يعطينا مساحة كبيرة لاستخراج الكثير من السرد مع المحافظة على البنيوية،اذن نستطيع ان نقول ان الشعر خلاصة الكلام لما يحمله من معان يتحدث الشاعر في مقطعه عن نفسه، وهو يمثل دور الراوي ويخلق مفارقات تجعل الصراع ينشب داخل نص حين يصف نفسه بالكفيف، وقد أبصر على رصيف الحاضر ان المفارقات في النص تعطيه حيوية وتجعل منه في اطار متحرك يقول الشاعر المغربي استيفات في مقطع ثان منه نصه وَاحَةُ الخَواطِر: من انت... واين كنت عَبَرتُ بين ألأعَاصِيرِ الى جَنّتكِ فَهل تُمْطِرُ تلك الغُيُومُ لَتُزيحَ صُخُورألإفْتِراضِ يَهْتَزُ الغَديرُ زَبَدًا يتحدث الشاعر بصفة الراوي عن شخص مجهول يوجه له الخطاب الشعري بحبكة ادبية جميلة، بعيدة عن السرد واختزال اكبر عدد ممكن من الصور، وكما هو معروف ان قصيدة النثر يمكن لها ان تتحرك حسب ما يريد الشاعر يقول سوزان برنار إلى أنَّ قصيدة النثر هي: «قطعة نثر موجزة بما فيه الكفاية، موحّدة، مضغوطة، كقطعة من بلّور... خلق حرّ، ليس له من ضرورة غير رغبة المؤلف في البناء خارجاً عن كلّ تحديد، وشيء مضطرب، إيحاءاته لا نهائية». ولقصيدة النثر إيقاعها الخاص وموسيقاها الداخلية، والتي تعتمد على الألفاظ وتتابعها، والصور وتكاملها، والحالة العامة للقصيدة. اذن يمكن للعناصر ان تجتمع كي تخلق نصا موحدا في هذا المقطع يظهر جانب الإحساس هو أعمق في ما يملكه المبدع عن سوها ويصور لنا ما يحس به لنا الشاعر يملك حس مرهف يشعر بما حوله ولن روحه الشفافة تدرك أحاسيس التي لا يمكن للانسان العادي أي يملكها ولا يملك فن التعبير نجد تفوق المبدع ان المخاطب هنا شخصية العسل التي ابتكرها ووجد خطابه الشعري لنا ومن حقه إدخال كل شيء يمر في خياله ويمكن وضع كل ما حب ضمن خانة الإبداع واذكر مرة قال لي احب الاصدقاء انه يملك كل ادوات الشعر عنده مخزون كبير من المفردات لكنه يعجز ان ينضم بيت واحد من الشعر قلت له انت لا تعرف سر اللعبة لقد استطاع المبدع استيفات ان يصل لما يريد او يقنع المتلقي بما يريد.

Comments


اخر المنشورات
 
bottom of page