براعمي الآثمة/مهند طالب

مهند طالب // العراق
(براعمي الآثمة )
حينَ لمَّ الأصيلُ بُقْيَا 1
ذُبال النور
وإنزاح في رماياهُ سترُ .
.
ناعياً مشعلَ النهار
المسجّى
عبر تابوت مستغيثٍ يجرُّ
.
.
فوق أطلال هامِهِ الشفق المدمومَ
في الأفقِ
والخيالات تُعرو
.
.
وتهاوى الظلامُ يطوي
خطى الأشباح
والصمتُ عاكفٌ لا يفرُ
.
.
في ذبول السُرى
وأنفاس حرّاس رقاق الصبا
المدنُّسِ ذعرُ
.
.
وذهولٌ وتمتماتٌ حيارى
وفلولُ المستوحشين
تمرُّ
.
.
في دروب المجون
في شهوة الحرمان .. أوّاهُ
كاللظى لا تقرُّ
.
.
كطيور الفلاة من لاهب الريح
عطاشى
ألوى بها المستّقَّرُ
.
.
وَرَنَتْ في متيهتها الوعر للآلِ
فران الظمأ
وأينَ المفرُّ
.
.
حين رانَ الظلامُ
وانطفأ اللمحُ
ولفَّ السكونَ طيفٌ مسرُّ
.
.
وتناهت إلى دمي في ارتعاش الإثم
نجوى الضلالات
بِكرُّ
.
.
كنتُ في زحمة الزقاق
مع العاصينَ
يقتاتُ من ذنوبي دعرُ
.
.
أتلظّى من جذوة الحسِّ
في إِجشاء طهري
وليس في الحيّ طهرُ
.
.
بادهتني الدُمَى التي أشتهيها 2
ولكم هامَ بالأساطير
دهرُ
.
.
البغايا مرنَّحاتٌ
سكارى
ههنا أو هناك سربُ يكرُّ
.
.
يتخطُفنَ من فم اللهفةِ
العمياءِ شوقاً
وفي التلفّت سرُّ
.
.
عارمٌ . صارمٌ
غريبُ الفجاءاتِ
كأنَّ الصدى المهدهد كفرُ
.
.
خلتُ أني من الرؤى
السود عبدٌ
وأنا في عقيدة الفنَ حرُّ
.
.
ما لإعصار هيكل الرجس
ينداحُ عتياً
وقد ذوى أمسِ عمرُ
.
.
لستُ مهما ااحتويتُ مأوى
الغوايات نجّياًً
وفي صلاتي عهرُ
.
.
تهثُ في مهمهي
ولفَّ شراعي
صَخَبُ الهولِ والدجى مستمرُّ
.
.
ثم طوّفتُ في المسارب مخموراً
وفي الناي
زغردات وشعرُ
.
.
أتحرّى عن لذّتي
في شعاب الدربِ
والليلُ ملء كفيّه عطرُ
.
.
وتداعيتُ مُتعباً وتعثّرتُ
كأنَّ الطريقَ
شوكٌ وصخرُ
.
.
وتسمَّرتُ في مكانٍ
قصي
جامدٍ لفَّ ظلَّ جنبيه خِدرُ
.
.
بعد لأيٍ رفّت لعينيَّ أشباحٌ بغيٍ
وماجَ بالرأس
سكرُ
.
.
قبل أن ألتقي بها
كنتُ مشتاقاً إليها
وحلمُ لقايَ مهرُ
.,
.
تتندّى من نهلة العار
يا لؤمَ نبات الهوى
هواهنَّ مكرُ.
.
.
جذبتني لصدرها 3
في زحام الناسِ عطشى .
وللصدى الفظَّ جهرُ
.
.
وتهالكتُ كالفتى العفّ منقاداً
وروحي إلى الرؤى الحمر جسرُ
.
.
وإلى وكرها الملوَّنِ
في الدهليز
أخطو كأنَّ مسعاي شهرُ
.
.
كانَ عشاً .
وكلُّ ما فيه أبريقٌ هزيلٌ
وكوزُ ماءٍ .. وتمرُ !!!
.
.
وسريرٌ عليه بُقْيَا حصيرٍ
يفتدى الليلَ .
فالكرى الفَضُّ مُرُّ
.
.
ويلها ! تحسب المُنى السودَ
من نجوى رؤاها
يشعُّ منهنَّ بِشرُ
.
.
وهي في رقَّها المعفَّر
تجترُّ ضياعاً
يا ويح ما تستدرُّ
.
.
كانَ وكراً تفوحُ منه الأخاديدُ
ولكنْ يعافُ مرآهُ
قبرُ
.
.
أيُّ جنحٍ أثاره الغيهبُ المعصوبُ 4
وأنسلَّ من خباياهُ
سرُّ ؟
.
.
جاذبتني برمشها الخافت
المقرور
فأهتزَّ بالكآبات صدرُ
.
.
وتدلَّى الضفيرُ من شعرها
الأجعدِ
وازدان باللآليء نحرُ
.
.
وتعرَّتْ من دفء فستانها
الوردي
ِّوافترَّ عن لظى الشوق
ثغرُ
.
.
عَنْدَ ميّ الشفاه
جفَّت عليه البقعُ الحمرُ
وأختفى عنه عطرُ
.
.
وتبدىّ النهدان والحلمةُ السمراءُ
ُعْرياً .
وللخطايا مَمَرُّ
.
.
يلتقي عند مرفأ الغار
بالشيطان
يسقي ثرى حواشيهِ نهرُ
.
.
من عيون الأوهام يمتصُّ
ريَّاهُ
وفي منتهى النهايات
بئرُ
.
.
وعلى الضفتينِ من نبعها
المحرور ظلُّ
وسفح مَرْجٍ وزهرُ
.
.
وحقولٌ من السنابل
تنهالُ على الظلّ
مثلما حامَ طِيرُ
.
.
كنتُ افتضُّ قبلةَ الشهوةِ الحمراء
طوعاً
وحلوُ ديناكَ قَسْرُ
.
.
وهي تحنى كموقد النارِ
حرّى
تتلوّى وفي الأضالع جمرُ
.
.
أحتويها
كأَنَّ فرخاً من العقُبان أهوَ
على حناياهُ نسرُ
.
.
يا لإغفاءة الهوى 5
كيف أصحو ؟
من فجوري وليس في الروح كفرُ
.
.
ليلةٌ حرةٌ من العمر
لا تُنتسي
وفي رجعة الصدى الرخو سحرُ
.
.
نهلت من كوامن الإثم
والإغواء
فليخبُ من سنى الطهر فجرُ
.
.