top of page

ثورة الصمت/كريم عبد الله


كريم عبد الله / العراق

ثورةُ الصمت

في جنتكَ ذاهبٌ أستظلُّ غيمةَ الله ـــ أجلو رمالاً منسيّةً وطأتها

سنابكُ الهاوية

على يافطةِ الليلِ أُعلّقُ هذا الصمت ـــ والشعارتُ العواقر

تتقرفصُ في خانةِ الدعارة

مِنْ هنا مرَّ المهزومونَ يحتمونَ بفتنهم ـــ حتى الفوانيس تلعنُ

ظلَّ السيوف ..

اصواتُ الثكالى حولَ المزارِ ../ يُجفّفنَ بثيابهنَ دموع سفينةِ

النهار../ بـ مطرٍ يغسلُ محاجرَحرقةِ الخيام

كيفَ تناهشتْ رماحٌ مفخّخةً كبد السماء ../ جذلى تفقأُ عينَ

الفراتِ مُهانة ../ إذ الهمجيةُ تستيقظُ تستقسمُ الفيءَ

تصدّعتْ عيون المجدِ بسياطِ الأفاعي ../ وخلفَ التاريخ هناكَمَنْ

يُعلّقُ سيفهُ ../ يُثقبُ القِبابَ يلوّثها بدخانِ الفتنةِ

تطيّنَ النهرُ بأبواقِ لحى الشرائعَ ../ ورفعتْ مناجلٌ رقابها تحشُ

مصباحاً ../ على واجهاتِ العابرينَ ترشُّ الرماد

ماذا يفعلُ هذا الرأس حينَ يعتلي الزمنَ ../ مَنْ أمرَ بقطعِ أوداجِ

السماء../ والمهرجونَ بمخاصرهم مجدّوا الحاناتِ ... ؟ !

بينما يجرُّ الجنودّ هزيمتهم ../ الصدورُ تُدميها كفوف مقطوعةً

../ يُثقلها سلاسل تسحبُ ضوءَ الحقول

الغبّشُ المكسور على أعوادِ السلاطين ../ جعجعَ أسنّةً متأهبةً

خلفَ الستارِ ../ تقضمُ طينةً حمراءَ رجرجتْ كؤوسَ التيجان

مَنْ آذنَ للخيولِ أنْ تطأَ مراقدَ العشقِ ../ وأفواجاً غوتْ ياقوتةً

مطهّرةً ../ كجمهرةِ كلابَ الحوأبِ هائمةً حولَ الجمل... ؟ !

مَنْ يُرضعُ الصبرَ الرضيعَ ../ حينَ تراشقتْ سهامٌ تذبحُ إرتعاشةَ

الثدي ../ والطرقاتُ تضيقُ محزونةً بشدوٍ مكتوم ... ؟ !

زمراً فتحوا في ظلامِ الليلِ باباً للفجرِ ـــ يندلقُ منهمو فيروزاً

يحنو على الدم

وانتِ أيّتها الخيولُ المحتشدة في خلجاتِ الفجيعةِ ../ تهيأي

ولطّخي ناصيةَ النهارِ بوجعِ الدمِ المسفوك في جفونِ السماء ../

فهذهِ الصلبان تركبُ سروجَ الأشتهاء

افيقي على رجعِ الشتات ../ ولمّلمي ما ترثيهِ بهجةَ السيوفِ ../

فالنائحات خلفَ حدودِ الليل هيّجهنَّ سهمٌ ثملْ

البيارقُ تشربُ نخبها الغارقَ بألأسى ../ وعلى الأعوادِ نواحٌ

سرمديٌّ تسحقهُ الرحى ../ بينما ذلُّ الهزيمةِ يمتدُّ ما بينَ ظمأُ

النهرِ وجسدُ الأرض

أيُّ المواويل تمتطي نبضَ الريح ../ وأفواج تتزاحمُ حولَ شيبةِ

الضحى ../ حاصدةً عنفوانَ التقديس .. !

على جذوعِ الفرات تتحنّى العراجين بحزنها العتيق ../ تزحفُ

الصحراء حدباءَ مكسورة ../ لهُ تحملُ قرابينَ الخارجينَ منَ

شقوقها

تُساقطُ النجوم هرولةَ أحشائها ../ أثقلها زلزلة حلمٍ حرّكَ معراج

الأفول ../ وقدّامها تتساقطُ كلّ أقنعةِ التاريخ

إزدهرْ أيّها الدمُ الشذر إليكَ تركضُ الحرابَ ../ وأرشقْ وجهَ

الغيّ بحفنةِ سنابلَ ../ ( تؤتي أُكلها في كلّ حين ) ...

برّاقٌ هوَ الجسد ملفوفاُ بورعِ العشقِ ../ تهتزُّ لهُ الفرائصَ

باضغاثها يهدّها الفحيح ../ وفي راياتهِ تنفلقُ عيونِ القحط

يرتخي الخشوع ُ وحيداً تحتَ عرشِ السيوف ../ هائماً في

ملكوتِهِ ينزعُ إرتجافَ النعشِ ../ ودفوفُ النهرِ غارقةً بنبضِ

الحياءِ

مهتاجٌ كأسهُ يجلجلُ في قصورِ تواريخٍ كـ الرماد ـــ وصوتُ

الجسدِ يرنُّ في رقابِ شبحِ المقاصل

لغةُ الله تشقُّ طوفانَ القيود ../ وتستفيقُ في مزاميرِ الأحتضار

أغصانُ البروق ../ فتتيهُ ممزّقة في مئذنةِ الليل خيولاً عجفاء...

ويليه الجزاء الثالث قريبا

اخر المنشورات
 
bottom of page