top of page

ما يَسبقُ المطر .. ما يسبقُ القصيدة /محمود صالح


محمود صالح / فلسطين

( ما يَسبقُ المطر .. ما يسبقُ القصيدة )

" قُبَّـرةُ الوصايا " """ أتهيّأ لقدرٍ بسّام لا تضنُّ بهِ الوصايا ولا يسَّاقطُ فيه جمرُ الذِّكريات ولكنَّ المواعيدَ تلفظ ُالعاهاتِ وبؤساءَ السُّطور ، تلفظني من ندوب الوطن وفي ثقوب الدُّروب ، تلك هداياكَ الهوجاء التي صوَّبتكَ في عواتم الرَّحيل وما تركتْ دِثارًا لأكفانك ، فسلامًا عليها ! على الغيم الذي لا يجيء ! والمطر الذي لا يَغتسل بأقدام الأرض ! سلامًا للشُّهب التي تصيَّدتني وحيدًا فبسَطتُ لها الطاعة وأسْلمْتُها مودَّةَ الخَلق ! فأنا لا أقاومُ الأقدارَ ، ولا أقوى على مشاكستها خُذني أيها الفقدُ ، إلى أحضانك شُدَّني أيها الغياب خُذني بعيدًا واقذفْني هناكَ جُثَّةً في طريق العابرينَ إلى الحياة . أوجَعْتِني بلهفةٍ مؤجَّلةٍ ملَّها الانتظار وأرهَقْتِ المساءات وأهرَقَتْ خابية الشَّوق أوجعتني .. ومازلتُ أتصبَّبُكِ في حُداء الظاعنين ولكنَّكِ لا تأتين إلّا في مهاوي الأشرعة التي لا تصل والتي تركتني بلا شُرفات لا تقولي أحبُّكَ ، لا تقتفي آثاري لتشنقي الرِّمال . تمهَّلي .. لا تسبقيني بالحداد ، فلطالما عاد موجي إلى يديكِ تائبًا تمهَّلي .. لا تُغادريني ، دعي قليلًا من الرُّفات دعيني أدفن كسوف العتبات التي عاتبتني على حبّكِ وما احتفظتْ بسجعة قلبي دعيني أضربُ موعدًا مع عتمةٍ أناختْ على خُطاي وما أسلمَتْني للصَّباحات القادمة . لا تَمُرِّي بلا لقاء أحاولُ اقتلاعَكِ من هذا الصُّدود أسعى للاحتفال ببيارق المسافات التي شرَّدتني ،،، ببروق عينيكِ التي ائتمنتها على جُثّة الذاكرة وأشلاء النِّسيان تلك الرِّياحُ نذرَتْني بلا عنوان .. أنا السَّاري بلا دليل أرجوكِ ..أرجوكِ لا تمُرِّي بلا عناق @ " قُـبَّرة الوصايا " وطني .. خلعتُ صليبَ الذِّكريات عائدًا بقُـبَّرات الوصايا قاب حُطامٍ تَعافُني المواعيد تَسْفَحُني في جيوب القصيدة المثقوبةِ بظلِّك تلكَ هدايا بيضاءُ لا يُمْنَ في حُدائها لا أقاومُ بسْطَ مودَّتها فلا خَطْبَ في الغيوم التي جفَّفتني على مناشر الشُّهب وغيلةً صدمتني بأجنحة الفِقْد وباغتتني بأحضان الغياب أنا لا أقاومها لا أُقاومُ بسْطَ مودَّتها ! يُوقظني لاهفُ طرْقكِ قصَمَ ظهرَ المساءات لا تمرّي من لَمَى المواويل وتكوي خدَّ المسافات بالقُبَل لا تمرّي أتلفَتْني الأشرعة أسْعَفَتني بالعواصف نَهَرَتْني عن النَّوافذ السَّمراء تركتني غريرًا بلا شُرُفاتِ المطر لا تمُرِّي بلا مُغامرة وتقتفيني لا تمرّي تمهَّلي .. ما أنجزتْ أقدامُنا الصغيرةُ في أحلام الموج الشَّاسعة بالتَّوبة ؟! تمهّلي كلّ السُّبل لا تَغْفر ولا تُغتَفَر تَحزمُنا بلا حقائب تُسدُلنا بلا فراشات مَنْ يُؤانس عتمةً بلا عتَبَات ؟! مَنْ يُؤانس أوطانًا بلا خاصرة ونساءً بلا سُرَّة الأوطان ؟! تلكَ الرِّياح لسارِ بلا دليل يسلو جُثَّتَه الطاعنةَ بالطعناتِ ولا ينسى عناوينَ الاشلاء ما من بُراق يصعدُ ببرقه اليانع بعد أن أجَّلتْهُ بيارقُ النِّسيان تمهّلي .. لا تمرِّي بلا ريش !

اخر المنشورات
 
bottom of page