top of page

رحلة كلكامش...يالها من رحلة مضنيه


احمد خلف / العراق

رحلة كلكامش...يالها من رحلة مضنيه .

بداية , دعونا نتساءل كيف استطاع كلكامش تحمل اعباء رحلته الاسطورية تلك ؟ ما

الذي كان يبغيه حقيقة ؟ هل صحيح انه كان الباعث عل سفرت هو البحث عن عشبة

الخلود ؟ ومالذي سيفعله بهذا الخلود المضني في حياته اليومية الا يخامره الشك

ان الحياة الطويله ستكون ثقيلة عليه وان الخلود سوف يصبح مجرد منحة لا معنى

لها منحته الالهة له للتخلص من سطوته وجبروته, وهو المعروف بصلته العرقية

والاسرية بالالهة على اعتبار ان نصفه اله ونصفه الاخر ينتسب لنا نحن البشر

الفانون وهذا الجزء هو الذي يهمنا الان , نصفه الحي القلق والمعذب حيث يجري

فيه دم الانسان ومشاعره وافكاره ونواياه , لا تتصوروا ان كلكامش لا يعرف المعاناة

ومقارعة خطوب الدهر ما دام للانسان اقرب وهي احدى عطايا الالهه حين تريد ان

تعطي فإنها لا تبخل على من تعطيه, لذا نحن البشر غالبا وفي لحظات ضعفنا لا

نلتفت الى اي احد بل دون قرار مسبق تتجه عيوننا الى الله , لعدم ثقتنا بأولياء

امورنا الذين هم بمثابة حكامنا . البعض منا يعتقد ان اللجوء الى القوة الخارقة

المتمثلة بالرب ماهي الا حصة التربيه التقليديه او حالات الضعف الانساني , وهذا

الرأي ليس غريبا عن المصداقية في بعض جوانبه .. ولكن يوجد سؤال آخر لعل

احدما يعطي السائل جوابا شافيا كافيا : الى اين يمضي من لا عون له على مصاعب

وويلات هذه الرحلة الصعبة التي نبدؤها من الميلاد حتى الحفرة المظلمة ؟ أليست هي

رديف لرحلة جدنا كلكامش ؟ وما جرى له من مصاعب وويلات يعرفها اغلبنا في

رحلته المحفوفة بالمخاطر ( ليس اقلها مواجهة خمبابا ) , أليس قدَرَه الذي جعله

يجرب لكي يحسن العيش بعد التجربة ؟ كم من التجارب عشناها ولكن عاد الكثير

منا خائبا ولا امل له في الفوز بمرتجاه ..... هل عاد كلكامش خائبا بأمر من آلهته

التي دفعته للمغامرة بغية التخلص من فوضاه ؟ وكم من اشخاص منا عاشوا تجارب

تفوق رحلة الجد كلكامش وفي حياتنا اليوميه ايضاً , لا اتحدث لا عن عمليات

اللصوصية والسطو على اموال الغير او عن ضحايا السجون والمعتقلات عبر تاريخنا

الوطني الطويل وعلى امتداد سنواته وحقبه , كلا لم يخطر في بالي ذلك ابدا انما ما

اقصده هو مسيرة الالف ميل وميل والتي لن تنتهي بسعادة ذلك النصف الذي يعنينا

من شخصية كلكامش لانه جزؤنا الحي ..اعتقد ان كلكامش لم يكن الخلود ما يصبو

اليه بل هو الثورة على نفسه الضائعة اي ان يحد نفسه , اما ان يكون انسانا محترما

او ان يذهب الى مجمع الآلهة اذا وافقوا على قبوله واحدا منهم ليعلن انتسابه لهم

وبهذا يستطيع معرفة مصيره .دون حاجته الى نصفه البشري ..! ترى كم منا على

استعداد للتخلي عن نصف ما تحقق له او نصف ما يصبو اليه ؟

اخر المنشورات
 
bottom of page