حكاية من سراب
غاده عريم/العراق
حكاية من سراب
........................
أثقال الحنين ترسم بحر من السراب
ثقوبٌ في شراع الأيام تُرتَق بالأمل
تسخرُ الحياة وتقهقه بليل مخمور
ظلام عانق الصخور يمزّق السنين
يا غراماً كان لي قدر بطعم اللظى
أغتصبُ الدمع و في المقل بات معتقلا
أتوسل النسيان والذكرى تدق أسفينها
أشواك تنبت بأقدام حافية الخطى
طريق واهن المسير يشتهي الكبرياء
يقود الروح الى عبق من السحر
أتبعُ خطاه وأميل فيقودني إليك
كمّن أشتهى الألوان يرسم لوحة ويمزقها
فرحة لا تنتهي كفرحة طفل بعطر أمه
يا ضياع الأيام من طلب منكِ الغرام
ألا يكفي شجن و شوق وهيام
لتهديني قارباً مثقوب يغرقني ولا نجاة
في كل فقاعة من أنفاسي صرخة
في الأصداء تنادي وأنادي معها
عواصف هوجاء تهز الروح
مفاتيح العمر كانت رواية كتبها
عشتها و دور البطولة أستهواني
كيف بدّل الزمان مكاني
وأنا التي دفعت كل الأثمان
سجينة الروح أوصد الأبواب علي
فلا مفر منه إلا ذراعيه أتهاوى عليها
!!أناديتني أم صوت خُيّل إلي
أم أني اسمع صدى الروح ؟
مدة حلمي زادت عن عمري ونيف
أفيق فأرى الشمس مائلة إلى المغيب
ومع كل غروب أقع صريعة أحضانك
حلمٌ كان أم حقيقة ما عاد للكلمات موقع
بحرٌ من سرابٍ تلاشى ما ارتويت منه
فكان الظمأ حنين يرتوي من الوفاء
أسحب سرابك بعيداً ودعني أرحل بقارب أحلامي
